المشاركات الجديدة الاعضاء قوانين المنتدى بحث
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتديات جيم جايد » اقسام الاعضاء » قضايا العصر » انتقد ولا تبالِ .!
انتقد ولا تبالِ .!
محمدصلاح Date: الثلاثاء, 2013-06-25, 3:46 AM | Message # 1
Messages: 340

Reproofs:
Respect
[ 2 ]
Offline




انتقد ولا تبالِ .!

انتظر، على رسلك، وقبل أن تغمرك الفرحة ويكسوك الانتشاء من قراءتك العنوانَ
دون الغوص في المضمون والبحث في المكنون؛ فإنما قصدت بأن تمارس النقد من
غير أن يعتريَك خوفٌ، أو يلحقَ بك تأثّم، وأنا موقن أنك ستختار أجود
الكلمات وأدقّ العبارات وألطف الأساليب من أجل أن توصل رسالتك؛ إذ لستَ
مريدًا أن تدخل في معركة على جانب النقد، فينشغل المنتقَدون بأسلوبك
وطريقتك عن مرادك وحكمتك، ولن تكون متقبلا للانصراف عن منطقك السليم وغيرتك
الحقيقية.

وأريد هذه المرة أن نتناصح معًا في زاوية واحدة من زوايا النقد وهي
الانتقاد للذات؛ بمجالستها، ومصارحتها، وتأنيبها ولومها، وتذكيرها بالصواب،
وأطْرها على الخير، إذ من المعلوم عند كل عاقل أنه لا يجوز لك أن تنهى
عمّا تواقع، أو تفعل خلاف ما تقول، أو تتكلم بلسان ملائكي وتترجم بجوارحَ
شيطانية، فما أقبحَ الخلفَ بين القول والعمل، وابدأ بنفسك فانهها عن غيّها،
وصف لها الأدوية، وقدّم لها العلاج قبل أن تخوض الغمار مع الناس، وفي هذا
مشاهد:

المشهد الأول:
الحيل النفسية؛ أنت تبرر، تدافع عن نفسك، تؤلّهها، تدّعي كمالها دريت أو لم
تدرِ، تزعم أنك الأوحد، وعندما تزلّ فإنما إلى خير، حتى انحرافك إلى
الصلاح، باللاشعور والباطن تؤمن أنك دائمًا على حقّ، تتوارى بأمجادٍ صنعتها
أو صُنِعت لك بهالة الغير وتهويلهم، وهذا يجعلك تقرأ النصيحة على أنها
فضيحة، وكلُّ ما فيه تعديل اعوجاجك فحقدًا تفهمه، وحسدًا تعدّه، وتفسّره
وفق ما يريحك وتستيقن أنه خطأ.!!

المشهد الثاني:
"أنا ربكم الأعلى"، "ما أريكم إلا ما أرى"، أنا الخبرة، أنا التاريخ، أنا
ماضيكم وتاريخكم، أنا حاضركم ومستقبلكم، أنا الحقيقة التي لا مراء فيها ولا
جدال في كينونتها وقبولها، وعندما يتفرعن المرء ولا موسوية تنقُد وتوجيهٍ
يعدّل يستخفّ فرعون قومه ويطيعوه راغمين أو راضين، وهذا مرض نفسيٌّ لا
ينفكّ عن مبتلىً به إلا إذا أراد البُرْء والشفاء.

المشهد الثالث:
رسبتَ في "الكالكولس"، أنت تعرف أنك لم تدرس، وأنك كنت تطيل السهر، وتبالغ
في التنزّه، ولا تعطي أي اهتمام لا لدروس ولا لمدرس ولا لصديق نجيب مجدّ،
وعندما وجدتّ فأسًا في رأس، وحالا عجيبة وكريبة، لم تلقِ باللائمة على
ذاتك، ولم تراجع أوراقك وتنتقد نفسك لتعلمها وتقوّم اعوجاجها، بل عدتّ
للمرة الألف تلوم الظروف وتنعى على الأحوال الصعبة. وكلُّ من ترى من زملائك
المتفوقين حجّةٌ عليك لا لك، فهلا راجعتَ نفسك وقسوت عليها في موطن غلظة
وشدّة وذكرى.. لا خيرَ فينا إن لم نقلها، ولا خيرَ فيكَ إن لم تسمعْها.

منتديات جيم جايد » اقسام الاعضاء » قضايا العصر » انتقد ولا تبالِ .!
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: