المشاركات الجديدة الاعضاء قوانين المنتدى بحث
  • صفحة 1 من%
  • 1
حكم لبس أسورة الشامبالّا
محمدصلاح Date: الإثنين, 2013-06-24, 4:11 AM | Message # 1
Messages: 340

Reproofs:
Respect
[ 2 ]
Offline
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:
لماذا يحرم لبس أسورة " الشامبالا " في الإسلام ؟




الجواب :
الحمد لله
أسورة " الشامبالا " أسورة مألوفة الشكل ، تلبس في معصم اليد غالبا ، ويصنع
منها أيضا أقراط لللأذنين وبعض الأطواق أو العقود ، تعتمد في تركيبها على
الخرزات أو الكرات الصغيرة ، متعددة الألوان أيضا ، غالبا ما تكون مطاطية
أو جلدية لا تعتمد في نظم خرزاتها على المعادن، ولكنها أصبحت بعد ذلك تجارة
رائجة بإدخال الجواهر الذهبية والماسية في صناعتها ، وصورها مشتهرة متوفرة
في صفحات الإنترنت لمن يرغب في معاينة أشكالها وأنواعها .
والإشكال أن " الشامبالا " (Shamballa) لها معان كبيرة وخطيرة في البوذية ،
في بلاد التبت وبلاد الهند ، فهو مصطلح ذو أبعاد دينية وعقائدية عميقة ،
بل إن أصل تولده من التصورات الروحية البوذية في تلك البلاد ، وتعني عندهم
مملكة أسطورية مختفية في مكان ما في عالم الباطن في بلاد آسيا ، وراء
التلال في جبال الهمالايا . وقد وردت هذه الكلمة في النصوص القديمة جدا في
تلك الحضارات ، وتناقل البوذيون لها العديد من الصور والرسومات التي تجسد
خيالاتهم عن تلك المملكة التي تعد " مصدر السعادة " لجميع الناس ، والتي
ستشرق أنوارها على جميع المؤمنين بها في أنحاء العالم .
لذلك لما انتقلت تلك الثقافة إلى بلاد الغرب ، عمل بعض الناس على تجسيد هذه
الأسطورة من خلال بعض الرموز التي تجلب الروحانيات الخاصة بمملكة السعادة ،
فصنعت أساور اليدين التي سميت باسم تلك المملكة الأسطورية " الشامبالا "،
وغدت تلك الأساور رمزا للسعادة الروحية والتنوير والسلام الذي يبحث عنه
الناس ، يعتقد فيها صناعها وتجارها القدرة على إحداث التغيير في نفس لابسها
ومن حوله ، وكل لون من ألوان خرزات تلك الأساور يرتبط بمعنى روحي خاص يطول
شرحه ووصفه . وقد وقفنا على هذه المعلومات وغيرها من المراجع المختصة على
شبكة الإنترنت .
والمسلم – في خضم هذه الخلفيات الدينية – يؤمن بأن عالم الباطن هو عالم
الغيب الذي أخبرنا عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وأخبرنا عنه
نبينا عليه الصلاة والسلام في السنة المطهرة الصحيحة ، وما سوى ذلك فمحدثات
وتصورات أرضية بشرية لم تبن على أساس صحيح ، وغالبا ما تستند إلى رؤى
ومنامات ، أو تكهنات يبتدعها رؤوس الديانات الوثنية ، وخاصة الباطنية منها ،
وقد كانت أحد أهم أسباب ارتكاس البشرية في أوحال الخرافات والأساطير ،
وأنستهم واقعهم ومعاشهم ، وأسباب الكون التي ركبها الله عز وجل فيه ، فمثلت
عبر التاريخ قيودا تطوق العقل البشري عن حقيقة ما حوله ، وعن ربه الخالق
جل وعلا ، الذي طلب منه أن لا يتعلق بسواه من الأسباب الأرضية ، فضلا عن
الخرافات والأوهام الوثنية . يقول الله عز وجل : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ
يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج/46.
ولما كان الجاهليون غارقين في وثنيتهم وأوهامهم ، جاء دين التوحيد ليبطل
تعلق الناس بمثل تلك الأسباب ، ويحصر التعلق في أمر الغيب بما عند الله
وحده ، وما قدره لعباده ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وجعل طرق
الباطل مخالفة ، ومقابلة لطريق الحق الذي جاء من عند الله ؛ كما قال
سبحانه : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
الحج/62, وقال جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا
الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ) محمد/3 ، وقال تعالى :
( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا
مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف/3 .
فالخلاصة : أن أساور " الشامبالّا " إذا لبسها اللابس مؤمنا بما قد تجلبه
من سعادة روحية أو تأثير في حياته أو مماته – ولو اعتقد أن ذلك بإذن الله -
فقد وقع في الشرك الأصغر ؛ لأن اتخاذ الأسباب التي لم يدل عليها دليل علمي
أو شرعي : هو من وسائل الشرك المحرمة ، كما ثبت عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ ، فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ
وَاحِدٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ
هَذَا ؟ قَالَ : ( إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً ) ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ
فَقَطَعَهَا ، فَبَايَعَهُ ، وَقَالَ : ( مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ
أَشْرَكَ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (28/638) وقال المحققون في طبعة
مؤسسة الرسالة : إسناده قوي .
وفي لفظ لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعا : ( مَنْ تَعَلَّقَ
تَمِيمَةً ، فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا
وَدَعَ اللهُ لَهُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (28/623) قال المنذري :
إسناده جيد . " الترغيب والترهيب " (4/239) ( والودع ) خرزٌ أبيض تخرج من
البحر بيضاء شقها كشقِّ النوى ، تعلَّق لدفع العين . ( فلا ودَع ) لا جعله
في دَعَةٍ وسكون ، أو لا دفع عنه ما يخافه .
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
" عد هذين – التمائم والحروز - من الكبائر هو ما يقتضيه الوعيد الذي في هذه
الأحاديث ، لا سيما تسميته شركا ، لكن لم أر أحدا صرح بذلك بخصوصه ،
ولكنهم صرحوا بما يفهم جريان ذلك فيه بالأولى ، نعم يتعين حمله على ما
كانوا يفعلونه من تعليق خرزة - يسمونها تميمة - أو نحوها يرون أنها تدفع
عنهم الآفات ، ولا شك أن اعتقاد هذا جهل وضلال ، وأنه من أكبر الكبائر ؛
لأنه إن لم يكن شركا فهو يؤدي إليه ، إذ لا ينفع ويضر ويمنع ويدفع إلا الله
تعالى " انتهى من " الزواجر " (1/273) .
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (المجموعة الثانية 1/121): " لبس القلادة أو
الحلقة أو عقد الخيوط من أجل رفع البلاء أو دفعه – محرم وشرك ، من أي جنس
كان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وتبرأ ممن فعله ؛ لأنها
اعتماد على غير الله سبحانه ، والواجب الاعتماد على الله وحده ، فهو النافع
الضار الشافي "
عبد العزيز بن باز – صالح الفوزان – عبد العزيز آل الشيخ – بكر أبو زيد .
وللمزيد يمكن مراجعة الفتوى رقم : (192206) ، ورقم : (138578) .
والله أعلم .


موقع الإسلام سؤال وجواب
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: